بسم الله الرحمان الرحيم،
بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم
أختنا الفاضلة،
إن هذه الحالة من الوساوس تسمى "رهاب المرض" أو "قلق المخاوف الوسواسي"
بعد التوكل على الله، يمكنك علاج هذه الوسوسة بإختيار أحد البرامج الآتي ذكرها، و ذلك حسب ما يناسب حالتك.
ملحوظة: اكتبي البرامج التالية على شكل رؤوس أقلام في ورقة. و خذي منها ما استطعت حتى يأذن الله تعالى بذهاب هذه الوساوس.
---( العلاج الإيماني )---
1/ حسن الظن بالله:
قال النبي ﷺ : "إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله"
و المعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر"
و قال بعض الصالحين " استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها ؛ فإن ذلك أقرب إلى الفرج"
2/ الأذكار و الإستعاذة:
من الأمور الهامة التي تساعد المسلم في التماثل للشفاء هي المحافظة على أذكار اليوم و الليلة. فإذا كان قد أمر بها من كان سليماً معافى، فإنها للمبتلى أوكد و أوجب.
و نذكر على سبيل الذكر لا الحصر:
قول رسول الله ﷺ "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء".
و عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك"
و كذلك ما رواه أبو داود من حديث رسول الله ﷺ: "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام"
=> فإلتزمي أذكار اليوم و الليلة ما استطعت، فهي درع واقي أمام الوساوس و الشياطين
و لك أيضاً الإكثار من الإستعاذة عند تكالب الوساوس و تدافعها عليك
3/ الدعاء: (ليصرف عنك ربك هذا الوسواس)
ثبت في صحيح البخاري من قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما: يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه مولاي. قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟. قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله فعظمي الرغبة فيما عنده، وأحسني به الظن.
4/ الصلاة على النبي:
في رواية لأحمد عنه قال: " قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلواتي كلها عليك؟ قال: إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك".
5/ الرقية:
أ/ قراءة سورة البقرة:
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" (مسلم: 804)، والبطلة: هم السحرة.
ب/ الإغتسال بماء و سدر
ج/ أخذ ملعقة صغيرة من الحبة السوداء (مطحونة) كل يوم لمدة اسبوعين أو ثلاثة اسابيع
6/ الصدقة :
ورد في الحديث الذي رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر. والحديث حسنه الألباني.
7/ التوبة و الإستغفار:
قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33]
و قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود:52]
=> الإستغفار يدفع العذاب و سبب في زيادة الرزق و الخيرات
=> فجددي التوبة و اكثري من الإستغفار
8/ شكر الله :
الشكر قيد النعم : فمن كان ذا مال أو صحة أو مكانة أو نحوها، فليحطها بسياج الشكر حتى لا يسلب النعمة
فقد قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7]
و قال تعالى أيضاً : (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ) [النساء:147]
و كذلك لا يشكر الله من لا يشكر الناس
=> شكر النعم يحفظها من الزوال و يدفع العذاب
---( الجانب الإجتماعي )---
مما يزيد في قوة الوساوس أو تسلط الشيطان: العزلة و الفراغ.
فاعملي على:
1/ تجنب العزلة بإعادة تقوية الروابط العائلية و مع صديقات صالحات
2/ تجنب الفراغ بالقيام ببرنامج من الأعمال النافعة لك و لمحيطك
3/ تعلم مهارات جديدة
4/ ممارسة الرياضة -و لو بحركات بسيطة في البيت لمدة ربع أو نصف ساعة-
...
---( العلاج المعرفي السلوكي )---
و يكون بزيارة مختص في علم النفس ليقدم الإرشادات و النصائح اللازمة لإحتواء و السيطرة على هذه الوساوس، و من ذلك:
1/ عدم مناقشة الوساوس و المخاوف أو الإسترسال معها
2/ إعتماد فكر مختلف للتخلص من هذه الوساوس
3/ إعادة ادماج الشخص بطريقةٍ سليمة أسرياً و إجتماعياً
4/ توجيه الشخص لتعلم مهارات جديدة
5/ إعتماد نظام حياة صحي: التغذية الصحية، النوم المبكر، ممارسة الرياضة...
...
---( العلاج الدوائي )---
الوساوس تداوى أيضاً بالعقاقير و الأدوية التي يصفها دكتور في الطب النفسي.
فالأدوية تعمل على إعادة توازن كيمياء المخ.
غير أن هذا النوع من العلاج قد يستغرق في المعدل سنتين و ربما أقل و ربما أكثر
الخلاصة:
كل هذه البرامج مفيدة و نافعة بإذن الله، و أي من هذه البرامج أخذت فستساعدك في زوال و ذهاب الوساوس عنك.
إلا أن "البرنامج الإيماني" نتيجته أقرب و أسرع (و يزيد من فعالية العلاج الدوائي إذا أردت التداوي بالعقاقير).
أسأل لك الله البر الرحيم أن يشفيك و يعافيك و أن يشفي كل مبتلى، شفاءً لا يغادر سقماً.