- Lamya Omar كتب:
- السلام عليكم
سبق ووضعت موضوع هنا بأني مصابة بالوسواس القهري ، والحمدلله أستطيع السيطرة على جميع الأفكار التي تأتيني لكن يوجد فكره لا أعرف كيف أتصرف معها. إنها تتعبني كثيرًا لأني لا أعرف التصرف معها ودائمًا ما أشعر بالكفر بسببها فأرجوكم أخبروني بالطريقة الصحيحة للتعامل معها
هذه الفكرة هي : على حد علمي ان الله سبحانه وتعالى يغضب على المرتد عن الدين وعن الذي يكفر بما جاءت به الرسل ، لكني في نفس الوقت قرأت - نسيت أين - والله أعلم بأن الله تبارك وتعالى (والله أعلم) لا يهتم لمن لايتخذون دين الإسلام كدين لهم لأنهم يؤذون أنفسهم ولأنه شيء راجع بالضرر لهم، فدائمًا ما تأتيني فكرة أن إذًا كيف يغضب الله عليهم إذا لم يكن - سبحانه وتعالى - يهتم لأمر دينهم ؟ والله أعلم
أخبروني إذا كان لديكم إجابة توقف هذه الفكره أو إذا كان لديكم حل لهذا ، وهل أنا محاسبة لمناقشتي هذه الفكرة ومحاولة الوصول لإجابه لتنهيها ؟ لأني أناقشها مع نفسي وأشعر بهذا بأني كفرت !
بسم الله الرحمن الرحيم
: مثل هذه الأسئلة ذريعة لما هو أشد وأخطر، فالواجب تجاهك وتجاه العباد أن يسلموا أمرهم لله ويظنوا ظن الخير به سبحانه.
وأما عن هذه الشبهة فسأرد إن شاء الله..
: الله سبحانه وتعالى غنيّ عن العالمين.. لا يحتاجنا سبحانه، بل نحن نحتاجه.. وفي الحديث القدسيّ "فيما معناه":" أن الله تعالى أخبر: يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني.. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.. إلخ.."
وعن صفة الغضب، فهي صفة ثابتة دون تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل.. بل الواجب إثباتها.
الله سبحانه بيّن طريق الرشد.. وطريق الغي.. وجعلنا مختارين لما نراه، فمنّا من اختار هذا.. ومنّا من اختار هذا، فنحن مخيّرين في الدين
.. ومن هذا المدخل أسألك: لماذا يغضب الله وهو يعلم الغيب، يعلم أننا سنكفر؟
الجواب: مصدر الإشكال في هذه المسألة:
هو التشبيه والظن بأن غضب الخالق كالمخلوق، وهذا خطأ بحت، إذ لا نشبه ولا نعطل ولا نؤوِّل صفات الله سبحانه.. حين أن غضبه عقوبة، فكيف تحل العقوبة قبل ارتكاب الجرم؟
الآن:
سبحانه تعالى يعلم الغيب، وهو غنيّ عن العالمين، ونحن مخيّرين في الدين، فلماذا يغضب إذا كفرنا؟
لأنّ غضبه سبحانه تعالى عقوبة، عقوبة تحل على الكافرين.
هذا والله أعلم.
اجتهدت في هذه المسألة، وإن نقُصَ شيءٌ فما من بأس لتوجيهي، أرجو أن الشبهة وضحت، جزاك الله خيرًا، واحذري من الوساوس لئلّا تكثر الأسئلة تجاه الذات الإلهية.
وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين