إذا أراد المتعالج أن يتخلص من الوسواس بشكل نهائي..
لا بد من التجاهل الكامل وضعوا تحت الكامل عشرة خطوط
فالتجاهل الكامل يعني ( التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع )
ولو تكلمنا في موضوع التجاهل الكامل لمدة 3 ساعات لم ننتهي منه لأنه موضوع مهم جدا وفيه من الأسرار الشيء العجيب
وسأعطيكم مثالا باختصار به تتعرفون على أهمية التجاهل الكامل :
لنفترض أن لديك طفل مدلل
وهذا الطفل تلبى له كل طلباته وإذا رفض أحد من والديه له شيئاً بكى بكاء مزعجا
وبعد سنوات ازدادت مشكلته اكثر فقررت والدته القضاء على هذا الدلال
وذلك بالتوقف عن تلبية طلباته
وفي اليوم الأول طلب الابن من امه قطعة حلوى فرفضت الام
فبكى
واستمرت بالرفض
فزاد بكاؤه
فقالت له الام : خلاص سأكلم والدك ليحضر لك الحلوى عندما يأتي من العمل
فمالذي سيحصل الآن ؟
الذي سيحصل هو سكوت الطفل أليس كذلك ؟
لكن هل حصل على الحلوى ؟
الأم لم تكلم والده ولكنها فقط قالت له سأكلم والدك
وعندها سكت الطفل..
وبعد ساعتين حضر الوالد وليس معه شيء !!
مالذي سيحصل ؟
الذي سيحصل هو ان الطفل عندما حضر والده وليس معه حلوى بكى مرة أخرى
لنفترض ان الأم قالت للابن خلاص انا سأذهب معك غدا لشراء حلوى .
قد يسكت الابن فعلا وينتظر الغد ....
فإذا جاء الغد أي في اليوم الثالث
طلب الابن من أمه الذهاب للبقالة لشراء الحلوى
عندها رفضت أمه ذلك لأنها قررت أنها لن تلبي له شيئا
فما الذي سيحصل ؟
بالتأكيد سيبكي الابن مرة أخرى
وهكذا
فلو قامت الام وقالت سأعطيك في الليل مثلا
عندها سيبقى في البكاء ولن يسكت مما قد يضطر الأم أن تعطيه الحلوى لأنها اكتشفت ان المنع لا يمكن أن ينفع مع ابنها
أليس هذا هو الواقع عند كثير من الأمهات
ولكننا لو تأملنا في تصرفات الام لوجدنا هناك ثغرة كبيرة ، هي السبب في فساد فكرتها الصائبة
ففكرة الأم في المنع صحيحة 100%
ولكن التنفيذ هو المشكلة
هي أرادت إسكاته بأي وسيلة وكانت ثابتة في مبدئها برفض طلباته .
ولكنها لم تنجح لأن التجاهل كان ناقصا
ولهذا لو طبقت فكرتها بشكل صحيح لكانت النتيجة رائعة .
كان من الواجب على الأم عندما طلب الابن الحلوى في اليوم الأول
أن ترفض رفضاً قاطعاً
عندها سيبكي الابن
وهنا يجب على الام الاستمرار بالرفض
عندها سيزيد البكاء اكثر
ولكن يجب الاستمرار بالرفض
وعندها سيستمر الابن بالبكاء لمدة ساعة أو ساعتين حتى يتعب ثم ينام
وبعد أن يقوم من النوم
سيطلب من امه طلبا آخر
فقد يطلب لعبة
وهنا يجب على الام الرفض
وعندها سيبكي ولكن هل نفس بكائه الاول أو أكثر ؟
سيكون أقل بالتأكيد
وهنا يجب على الأم الاستمرار بالرفض
وعندها قد يبكي الابن لمدة نصف ساعة ثم يسكت
ثم في اليوم الثالث سيطلب الابن كعادته وسترفض الأم
لكنه هذه المرة لن يبكي لأنه اكتشف أن هذه وسيلة فاشلة في تحقيق الطلبات
هذا المثال ينطبق على حالة الموسوس 100%
فالأم هي المريض
والابن هو الوسواس
والبكاء هو الإلحاح أو تأنيب الضمير
ولهذا فلو طلب منك الوسواس أن تقطع الوضوء لأنه خرج منك ريح
عندها يجب أن ترفض قطع الصلاة وهنا
سيبكي الوسواس أليس كذلك ؟
وبكاؤه هو ( الإلحاح وتأنيب الضمير )
فلو قلت مثلا : لم يخرج مني شيء بل هو وسواس والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا ) ، وأنا لم أسمع صوتا ولم أجد ريحا .
عندها سيتوقف بكاء الوسواس لفترة مؤقتة لأنك استخدمت معه التهدئة بالإقناع كما فعلت الام مع ابنها في التجربة الاولى
ولكنه في الوقت التالي سيمارس معك نفس السلوك
سيأتيك بالإحساس بالريح ويقول لك أحدثت
وستقول له كما قلت بالمرة الأولى : لم أسمع صوتا ولم أجد ريحا
عندها سيستمر بالإلحاح ولن يتوقف لأن هذه القناعة لم يعد لها فائدة عند الوسواس !!
دعونا نفترض فرضية أخرى ...
لنفترض أنك قاومت ولم تقطع الوضوء واستمر الوسواس بالبكاء
عندها فتحت منتديات الخبير النفسي2
وكتبت ردا في موضوعك
يا خبير لقد جاءني شعور في وضوء العصر ولكني تجاهلته فهل تصرفي صحيح أم لا
فأجبتك بعد وقت وقلت لك : نعم تصرفك صحيح ولا بأس به
عندها سيتوقف الوسواس عن البكاء
ولكنه سيأتيك بالوقت التالي
ولن تنفع معه هذه الطريقة الثانية وهكذا دواليك..
أنت مستمر بالتجاهل ولكن الوسواس يزيد ولا يتوقف فماهو السبب ياترى !!
السبب : لأنك لم تستخدم التجاهل (( الكامل ))
وسبق أن قلنا لكم : يجب التجاهل الكامل للفكرة مع الإحساس بالخطأ
فالإحساس بالخطأ يعني عدم إقناع الوسواس بصحة التصرف
لأننا لو أقنعناه فسنكون مثل الام التي كانت تكذب على ابنها
وكتبنا في البرنامج أن إقناع النفس بصحة التصرف هي في الحقيقة استجابة جزئية
والوسواس طويل النفَس ويكتفي بأدنى درجات الاستجابة ليستمر معشعشا في بدنك.
أتمنى من اليوم أن تتوقفوا عن البحث عن الفتاوى فهي حيلة وسواسية
{الخبيرالنفسي2 }
@alkhabeer2