أنا كان لدي وسواس شعور بالذنب ويأس وكدر شديد بسبب قلة تقوايَ لله تعالى؛ ودائما أريد أن أكون شخصا سويا إما مستقيما غير موسوس، أو عاصيا غير موسوس، ولذاك أحيانا أخاطب ذلك الوسواس بأن الذنوب لا تخرج من الملة وأن أكثر هؤلاء الناس مخلطون وعصاة ومع ذاك ترجى لهم رحمة الله وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأن العاصي ليست الأبواب مسدودة دونه لاحتمال هدايته أو عفو الله تعالى، عنه.
وبسبب تكرار هذه الأفكار ومجادلتها صار عقلي الباطن مبرمجا على فتج هذا النقاش في كل مرة أسمع فيها ذما للمعاصي أو زجرا ووعظا كأنها أتوقع أن يأتيني وسواس الشعور بالذنب والعار وأنني أنا وأحبابي هالكون بسبب ارتكابنا المعاصي فأرد عليه ، ومع الزمن صرت أخاف من الوقوع في التهاون بالذنب التهاون الكفري، أحيانا عند فعل المعصية أتذكر مع شيء من الفرح والشماتة في الوسواس أن فعلي هذا ليس كفرا وأن الله تعالى سيغفر ما هو أعظم منه وأن بعض العلماء نصحني مرة لدفع الوسواس بالاقتداء بالعوام الذين ليسوا موسوسين ولا ملتزمين كل التزام يقصد أن حالهم وإن كان عيبا ونقصا إلا أنه أحسن من الوسواس، المهم أن الوسولس صار الآن يتهمني بكفر الإعراض والاستخفاف وأنني لا أستقبح المعاصي بل أرضى بها وأفعلها استكبار وتمردا واستخفافا وكأنها مباحة أفعلها بلا مبالاة وأن هذا كفر، خاصة أنني أحيانا أستحضر تحريم شيء عند فعله لكن لا يمنعني ذلك من فعله بسبب الشهوة أو الغضب أو الكسل فإذا ألح علي الوازع الديني أو الوسواس ربما قلت له أن المعصية لا توجب الهلاك (أقصد لاحتمال العفو لا غير) وأعلم أن هذا غرور وقبيح لكن الوسواس يتجاوز ويقول أنه كفر واستخفاف.
كيف الخلاص من هذا النوع؟ ومعذرة على الإطالة لكن قصدت فقط التوضيح.