السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمدلله الذي وفقنا لهذا المنتدى ولطريقة العلاج من هذا الابتلاء. أدعو الله أن يشفيني شفاءً تامًا وكل من مسه الوسواس بضرر قصرت مدته أم طالت ياكريم.
بداية لن أذكر تفاصيل كثيرة في قصتي مراعاةً لمن يقرأ في هذا المنتدى، فنحن غالبًا نخاف من أية أفكار (حتى وان كانت أسخف فكرة على وجه الأرض) خاصة ونحن في مرحلة التجاهل... فسأذكر قصتي بشكل عام.
أصبت بأنواع عديدة من الوسواس لدرجة تحيّرت في أي قسم أضع موضوعي، فقلت لأضعه في القسم الذي أجاهد فيه حاليًا -تقريبًا-.
أنا أعشق ديني وأذب عنه وأدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة وعلم، علمًا بأنني بدأت بذلك حينما كان عمري ١٨! ولم يكن لدي أي علم بل كنت أتعلم وأنا أرد وأبحث فتعلمت الكثير وتناقشت ما الكثير. العجيب في الموضوع ان وسواسي بدأ حينما توقفت عن النقاش لعدم اكتمال علمي. فدخلت في فترة انني أرد على افكار كانت تُقال ولكن لم تؤثر فيني سابقًا. و كأن في رأسي شخصان شخص يأتي بالأفكار المعادية وانا التي اناقش و أقنع. يعني المشهد أصبح يتكرر داخل تفكيري لدرجة خفت هل يعقل هذا مني! فكبر لأنني كنت أقنع وادفع ما كان يأتي على نفسي. ومن بعدها دخلت في دوامة لا يعلم بها الا الله. من خلال رحلتي اكتشفت كثير من الأشياء التي وضعها الخبير النفسي في دورته، وكأن طول مدة الوسواس تجعلك خبيرا جيدا فيه لكن خبرتك لا تكفل لك الشفاء مالم تطبق بشكل صحيح.
عموما، كانت تمر علي فترات أشعر فيها بالتخلص من كل ضغوط الوسواس وأشعر انني على طبيعتي وفي قمة السعادة وكأنني أسعد انسانة على وجه الأرض وكأنني يمكنني مجابهة اي مشكلة مهما كانت. ثم يتسلل الي الوسواس على شكل اقناع ومن هنا تبدأ الحجج لدي تضعف لكثرة تكرارها. وهكذا في دوامة. حينما اكون مرتاحة من الوسواس أصبح على قناعة انه أسخف شيء في الوجود وانه ضعيف واستطيع عليه. ثم ما ان يأتي واسمح له عن غير قصد الا ويدخلني في سواده.
حينما أنشغل أستطيع التجاهل بشكل أفضل بل أصبح أقوى، وحينما أحزن يقوى علي! وانا الان مع الحجر الصحي-كورونا تسلط علي من جديد مع انني جاهدت وحاولت ان اشغل نفسي وحاولت ألا أحزن ولكن يجد الحزن والضيق طريقه الى فأضعف ويعاود المرور علي بأشياء كنت قد حللتها من قبل بشكل كامل، وكأنني ما حللتها!
وضعي الان سيء والحمدلله على كل حال، فأنا أبحث عن وظيفة وبذلت جهوداً وسعيًا عظيما لا يعلمه الا الله ولكن لم يكتب لي الله أية وظيفة. وأدعو الله بالرجل الصالح لكي أعيش حياتي ولكن للان لم يكتب الله. فنحن عائلة ليس لديها علاقات اجتماعية للأسف ومهما حاولت فلا يتغير شيء في العائلة. مع انني انسانة تحب الناس ومساعدتهم والجلوس معهم وانا جدا اجتماعية، ومنطلقة نحو الحياة وأحب ان يكون كل يوم بشعور جديد وتجربة جديدة. لكن ظروفي العائلة والوظيفية والاجتماعية كلها في وضع صعب الان. لا أجد الصحبة الصالحة في أرض الواقع ولا اعلم كيف يتم البحث عنها او كيف أغير من حالي ووضعي. لا أريد الدخول عميقا او اشكو لغير الله، لدي طلب واحد أتمنى أن تدعو لي من قلوبكم عسى الله أن يفرج همي وهمكم ويجمعنا في جنات الفردوس مع نبيه الكريم يارب، وأن يحسن الله خاتمتنا ويثبتنا الى أن نلقاه.