امتهان المصحف من جديد

سبق أن أوردت عليكم منذ مدة أسئلة تتعلق بوسواس الخوف من الوقوع في الكفر العملي عن طريق امتهان المصحف الشريف وغيره من المقدسات فوجدت الجواب الشافي جزاكم الله خيرا ، واليوم لدي مشكلة جديدة تتمثل في السؤال عن حكم الفئران والحشرات التي توجد بكثرة في بعض الأحيان وتنتشر في البيت فتكون الكتب والمصاحف عرضة لها كثيرا مع أنها هي تدخل في المراحيض والمواضع التي لا تخلو مما يستقذر خاصة الصراصير فهي تتغذى بالنجاسة وتتولد منها؛ وكذلك الذباب والبعوض وغيرها من الحشرات التي تمس الأقذار ثم تنزل على الكتب. هل يجب صيانة الكتب عن هذه الأمور وهل يعتبر عدم فعل ذلك داخلا في مس المصحف والكتب بالمحترمة بالقذر الذي هو كفر؟
 لا أظن أحد في العالم منذ عصر الصحابة حتى الآن سبق وأن فكر في هذا قبلي لأنه الوسواس يجعل الشخص يكتشف أمور كثيرة كلها تسبب الحرج والعنت.

١/ حكم الحشرات التي تمس الأقذار و تتغذى على النجاسات وتتولد منها (الذباب و البعوض و الصراصير و ...) و التي توجد في البيت:
فعلى الصحيح من أقوال أهل العلم، أن مرور هذه الحشرات على الأشياء لا ينجسها

٢/ حكم الفئران في البيت:
وجود الفئران هو أمر كان منتشراً حتى على عهد النبي ﷺ و الصحابة رضوان الله عليهم، فالأمر غير جديد.
والفئران تتحرى الجحور و انتقالها بين الأماكن لا يكون إلا نادراً و بسرعة و على الأرض.

فمتى رفعت المصاحف و الكتب في مكان نظيف (في خزانة أو على رف أو طاولة) فقد صنتها
و ما يقع بعد ذلك معفيٌ عنه بإذن الله، فقد قال الله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" [الحج:78]

٣/ الإيمان أساساً هو إرادة القلب
فمن رغب في صون المصاحف و الكتب فإنما هذا دليل ينفي الامتهان و يثبت الإيمان و هو من دلائل تعظيمه لشعائر الدين.

٤/ و قولك: "لا أظن أحد في العالم منذ عصر الصحابة حتى الآن سبق وأن فكر في هذا قبلي لأنه الوسواس يجعل الشخص يكتشف أمور كثيرة كلها تسبب الحرج والعنت."
فهو حقاً ذلك ما يريده الوسواس.
فيكون أولاً بإقصاء الشخص و عزله عن محيطه
ثم عن نفسه و دينه بإلهائه بأمور تضر و لا تنفع، فيدخله كرهاً في متاهاتٍ و مشاكل نفسية كثيرة.
فعليك بعدم الإلتفات للوساوس، فإن الدين يسر

أنا أفكر أن الناس من حولي فيهم من هم أعقل مني وأكثر علما ودينا وأسلم من الوسواس فعلي أن أقتدي بهم ولا أزيد على ما يفعلون وأترك الأسئلة والتفتيش والتعمق وتكون نيتي في ذلك حسم مادة الوسوسة فحتى إذا أخطأت فإنني لا أكون قاصدا امتهان المقدسات فلا كُفر. والناس من زمن بعيد قبل ولادتي يتعاملون مع المصاحف وكتب الدين تعاملا عاديا ليس فيه غلو ولا تفريط وما أراه أنا تفريطا قد يكون من الوسواس.

جزاك الله أخ حسام الدين فقد أجبت وأفدت .

اخ عبداللطيف ماذكرته عين العقل تعامل كما يتعامل غيرك ، فهناك العلماء ورجال الدين والصالحين لم يفكروا بما تفكر به ولم يتعاملوا مع الامور بغلو .

بارك الله فيك أخت حلم و نفع بك