تعليقك : الحمد لله رب العالمين
قال الله تعالى
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
(قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
موضوع: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-02-13, 12:42 pm
يوقن العبد المؤمن أن الأمور كلها بيد الله عز وجل ومشيئته، ولكن هذا اليقين قد يتزعزع ويضعُف عند وقوع البلايا والمحن، فإذا علم العبد أن الجزاء يعظُم على قدر عظم البلاء، وأن ذلك علامة على حب الله تعالى للعبد، فلن يتزعزع ذلك اليقين أبدا. وفي حديث عظيم من جوامع كلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، يحث فيه على الصبر والرضا بما يقدِّره الله جل وعلا من البلاء، يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يرويه عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه. هذا الحديث العظيم فيه ترضية للمصابين، وتخفيف على المبتلين، وتسلية للصابرين، حيث يقرر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كلما عظُم البلاء عظُم الجزاء، فالبلاء السهل له أجر يسير، والبلاء الشديد له أجر كبير، وهذا من فضل الله جل وعلا على عباده، أنه إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها الأجر الكبير، وإذا هانت المصائب هان الأجر، كما أن نزول المصائب والبلايا بالإنسان دليل على حب الله له، فإذا رضي الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى وإن سخط فله السخط، وفي هذا حث على الصبر على المصائب، حتى يُكتب للعبد رضا الله جل وعلا. عظم الجزاء مع عظم البلاء لا بد لكل إنسان من بلوى، فمبتلى في سبيل الشيطان، ومبتلى في سبيل الله، يقول الله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} (النساء: 104)، والصبر سبب لرفع الدرجات وتكفير السيئات، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10)، قال سليمان بن القاسم: كل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها) رواه البخاري . يقول الشاعر: والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل فإذا علم العبد أن ذلك المرض أو البلاء سيكون سببا في رفعة درجته وزيادة ثوابه، هان عليه ما يجده من مشقة وعناء وألم، وصار راضيا بقضاء الله تعالى وقدره، محتسبا أجره عند الله جل وعلا. إذا أحب الله قوما ابتلاهم قد يظن البعض أن نزول البلاء علامة على غضب الله تعالى على العبد ، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفى ذلك، وجعل البلاء علامة على حب الله تعالى، بل هو خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة) رواه الترمذي وصححه. وقال الحسن البصري - رحمه الله - : "لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك" أي: هلاكك، وقال الفضل بن سهل: "إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة". والمؤمن يبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية، وليتذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواهمسلم. فمن رضي فله الرضا المقصود من الحديث الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه، فعن رجل من بني سليم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله ليبتلي العبد فيما أعطاه فإن رضي بما قسم له بورك له ووسّعه، وإن لم يرضَ لم يبارك له ولم يُزد على ما كُتِبَ لهُ) رواه أحمد والبيهقي. يقول الإمام السندي: "قوله (فمن رضي فله الرضا) أي رضا الله تعالى عنه، جزاء لرضاه أو فله جزاء رضاه، وكذا قوله (فله السخط)، ثم الظاهر أنه تفصيل لمطلق المبتلين لا لمن أحبهم فابتلاهم؛ إذ الظاهر أنه تعالى يوفقهم للرضا فلا يسخط منهم أحد". ولذا ينبغي على المسلم إذا أصابته مصيبة أن يسترجع ويدعو بما ورد، وما أجمل تلك اللحظات التي يفر فيها العبد إلى ربه تعالى ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب، وما أعظم الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة، قال تعالى: {وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: 155-157).
مناي
مشرفة
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 7932
تاريخ التسجيل : 25/01/2015
تعليقك : الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-02-13, 7:55 pm
نعم كلام صحيح
وإذا سالنا الله طلبنا العافية لا الزيادة في البلاء
هناك امرأة أعرفها طلبت من الله أن يعاقبه في الدنيا
فكان لها
أصبحت لحما على عظم وبلغت العمر عتيا
ولكن وفاتها كانت من أروع ما يكون وجنازتها تدهش لها
هي ظنت أن الله شديد العقاب وخافت من النارونسيت أن الله غفور رحيم
كان ممكن يتجاوز عنها
الله يرحمنا ويخفف عنا ويرزقنا القلب القانع الخاشع الذي يرضى بالقدر
الله يعطيك العافية أخي الكريم
ابومشخص
نائب المشرف العام
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 4386
تاريخ التسجيل : 02/08/2014
تعليقك : الحمد لله رب العالمين
قال الله تعالى
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
(قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-02-14, 6:25 pm
سبحان الله كلام صحيح لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس او الأبناء
ام مريم
عضو مجتهد
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 14/03/2015
تعليقك : الحمد لله رب العالمين
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-03-22, 6:08 pm
بارك الله فيك اخ ابو مشخص ولا ننسى كذلك الصبر على البلاء
زهرة الحياة
عضو جديد
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 30/11/2014
تعليقك : الحمد لله رب العالمين
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-03-30, 5:35 pm
فعلا كلام صحيح
بارك الله فيك اخي
lamis
عضو جديد
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 29/03/2015
تعليقك : شكرا
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-03-30, 7:32 pm
يعني الوسواس لا ذنب لنا به ولن نحاسب عليه وهل نحن ماجورين على البلاء
ابومشخص
نائب المشرف العام
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 4386
تاريخ التسجيل : 02/08/2014
تعليقك : الحمد لله رب العالمين
قال الله تعالى
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
(قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
موضوع: رد: عظم الجزاء مع عظم البلاء 2015-03-31, 12:25 am
أكيد إذا احتسبت وصبرت فهو أجر لك بإذن الله قال صلى الله عليه وسلم ((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب- مرض- ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)).