السلام عليكم, هذه أول مشاركة لي في المنتدى..
أختي هذا ما يسمى طقوس وسواسية بحيث تأتي فكرة مقلقة و يقوم الشخص بعمل معين لمنع أو تقليل التوتر الذي أحدثته الفكرة. فالوساوس قد تكون أفكار فقط و قد تكون أفكار ترافقها أفعال يقوم بها الموسوس في محاولة لتخفيف التوتر و لكن في الحقيقة هي لا تخفف التوتر و يجب عدم القيام بتلك الأفعال.
إذا صدقت الإلحاحات وبدأت بتنفيذها ربما ستحصل على راحة لحظية، ولكن في وقت قصير جدا سيزداد الإلحاح و سيتكرر، هذا قد يكون أهم درس يجب أن يتعلمه المصابين بالوسواس، وهذا سيساعدك على تفادي أن تكون المخدوع الذي يأخذ طعم الوسواس القهري في كل مرة.
أن الوسوسة مرض يعتري الشخص، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط عليه وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو يتسلسل مع الفكرة يشعر بتوتر وضيق وعدم صحة ما فعل، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلسل مع الفكرة، فهو إذاً المبالغة الخارجة عن الاعتدال، فقد يفعل الأمر مكررا له حتى يفوت المقصد منه، مثل أن يعيد الوضوء مرارا أو يكرر آية أو نحو ذلك حتى يسبقه الإمام بركن أو أكثر.
وترتبط بالوسواس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك. ويحاول الأشخاص المصابون بالوسواس فى العادة أن يخففوا من الوساوس التى تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون أن عليهم القيام بها.الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها الرضا أو اللذة بل يتم القيام بهذه الأعمال المتكررة للتخلص من عدم الارتياح الذى يصاحب الوساوس.
أما العلاج فهو:
قال عليه الصلاة والسلام : "لايزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخالق فمن خلق الله ؟ , فمن وجد من ذلك شئ فليقل آمنت بالله ورسله " (متفق عليه) , وفى رواية أخرى "فليستعذ بالله ولينته" (رواه مسلم) . يقول النووى : وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها , فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه , وأما قوله : فليستعذ بالله ولينته , فمعناه : إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه وليعرض عن الفكر فى ذلك , وليبادر إلى قطعه بالإشتغال بغيره (انتهى كلام النووى) .