كيف أتعامل مع وسواس الصور والذكريات؟ مثلا عندما أرى صورا للماضي أحس إحساسا غريبا ليس له تفسير وهو حنين لكن ليس سيئ وليس جميل، فمثلا شاهدت صورة لها تقريبا 20 سنة وكان فيها أخي الذي يصغرني ب 10 سنوات كان عمره آن ذاك 4 أو 5 سنوات فأتاني إحساس بالشفقة عليه ولا أدي لماذا هذا الإحساس بالشفقة، وإحساس كأنني اشتقت لأخي وهو في ذلك السن رغم أن علاقتي به ممتازة الآن و دائما + مثال آخر، أن شخص قال لي أنه عندما يفقد أعصابه يقوم بضرب يده مع الجدار فتذكرت أن يوما من سنة 2012 أو 2013 ضربت أخي على رأسه فألمني يدي حينها وبقي الألم يراودني عندما يكون الجو باردا لمدة سنتين وهذا دليل على قوة الضربة ولكن حينما ضربته لم أشفق عليه رغم أنه بكى و أيضا عندما مرت السنة الأولى والثانية لم أبكي عليه رغم ألم يدي وتذكر قوة الضربة رغم أني كنت مصابا بالوسواس القهري حينها، ولكني الآن عندما تذكرتها مؤخرا منذ حوالي 3 أسابيع أشفقت عليه و بكيت كثيرا لمدة 3 أيام رغم أني كنت أتذكرها دائما ولا أبكي وأنا الآن أكتب لكم والدموع في عيني لكني البارح تذكرتها ولم أحس بشيء ولم أبكي، فلا أدري ما هذه الأحاسيس، فأحيانا نفس الذكريات لا تؤثر فيي على الإطلاق وأحيانا تؤثر بطريقة غير منطقية، مثل الموت، فأحيانا نتذكر الميت ولا نبكي عليه ثم بعد أيام نتذكره ونبكي كثيرا عليه ولكن هذا طبيعي بالنسبة لتذكر الميت، فأحيانا يحصل البكاء وأحيانا لا، على حسب للظروف، لكن ما هو ليس بطبيعي هو ما يحدث لي في الذكريات وأحاسيس الغريبة. أيضا سنة 2013 كانت أمي و أبي قد سافرا لمدة أسبوع فأتاني إحساس بعدم الأمان فصرت أخشى البعد عن أخي فعندما ىخرج لوحدي أو يخرج من البيت هو أحس بخوف شديد وعدم الأمان رغم أنني أكبر إخوتي (نحن 3 إخوة)، و رغم أن أختي أيضا معنا في البيت لكني ارتبطت بأخي حينها ولا أدري لماذا وخفت أن يتكرر الأمر بعد سفرهم ثانية، ولما سافروا ثانية ذهبت لبيت خالتي لكي أحس بالراحة وفعلا أحسست بالراحة لأنني نسيت الموضوع، ثم بعد ذلك سافروا كثير ولكني رغم بقائي في بيتي مع أخي فلم أعد أحس ذلك الإحساس السيئ واستطعت أن أكون لوحدي بدون أدنى مشكلة رغم أن أختي كانت قد تزوجت وذهبت لمنزل زوجها، فلم تعد تأتيني تلك الأحاسيس المخيفة رغم كوني مثلا لوحدي و أخي قد خرج من المنزل للسوق أو أنه بقي في المنزل وذهبت أنا لقضاء يوم خارج المنزل، يعني أني أصبحت أعيش طبيعيا، ما في الأمر أن هذه الأحاسيس قد بدأت تعود انطلاقا مما سردته لك مسبقا (الشفقة الغير مبررة)، فأمي مثلا أحيانا عندما تتذكر أني سقطت من الدرج في صغري تبدأ بالبكاء رغم أنه والحمد لله لم يحص لي شيء. و قبل بضعة أشهر أحسست إحساسا مشابها حينما تذكرت أني كنت أتشاجر مع أختي وأضربها لكنه لم يكن إحساسا قويا، كان إحساسا مزعجا لكن ليس بتلك القوة ولم يدم إلا دقيقتين أو 3. أنا أتذكر أنني عندما كنت صغيرا بعمر مثلا 8 و 9 سنوات عندما كنت ألعب أمام المنزل أحيانا أبتعد عن المنزل أشعر بسعادة غامرة ولكن في مرة واحدة حصلت لي أنني عندما ابتعدت أتاني حنين غريب لأعود للعب أمام المنزل وكلما اقتربت من المنزل كلما أحسست براحة أكثر حتى أتيت أمام المنزل ولكن كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أحسست فيها هذا الإحساس، وأتذكر أني كنت أريد كل شيء منضبط و مثالي وأن صغير السن هذا دليل على أنه وسواس بالجينات أي أشبه بالوراثي رغم أن لا أحد من أسرتي يعاني منه لكن في أفراد العائلة يوجد، وكنت مؤخرا عندما أسافر لمدينة في دولتي، أشعر الخوف فأترك أصدقائي بعد يوم أو يومين و أعود لمدينتي فأحس بالراحة وهذا حصل كان أحيانا يحصل معي وأحيانا أخرى لا يحصل وكنت أريد السفر للعيش في أوروبا وقلت في نفسي لن أستطيع بسبب ما يحصل لي فأنا حتى لمدينة مجاورة لا ىستطيع أن أبقى أكثر من ساعات فما بالك بأوروبا للعيش ولكن الله سبحانه وتعالى رحيم جدا
فأنا حاليا أعيش لوحدي في أوروبا منذ عامين و 4 أشهر، رغم أني قبل السفر كنت أقول أنني لن أستطيع السفر بسبب تلك الأحاسيس ولكن رحمة الله وسعت كل شيء، فقد تلاشت تلك الأحاسيس أكثر بعد السفر لكن ما يزعجني هو ما يحدث لي أحيانا بتذكر الذكريات والمشكلة أنها أحيانا تعود بطرق مختلفة و أحيانا أخرى تعود بنفس الطرق الماضية، فهل هذا وسواس قهري أم ماذا؟ علما ىنني شخص جدا عاطفي و حساس، فهل لهذان العاملان تأثير في الوسواس القهري؟ وكيف أتعامل مع هذه الحالة وكيف لي أن أتجنب البكاء وهذه الأحاسيس خصوصا أمام الناس، حيث أن الوسواس القهري يضغط علي و يسلط علي فكرة أنني لابد أن أحكي للناس و لأسرتي هذا الشيئ لأرتاح، وحتى في مواضيع أخرى عندما يكون لدي رأي أو معلومة دائما تقهرني فكرة أن أحكيها لأرتاح وحتى في علاقاتي مثلا مع حبيباتي السابقات فأنا أكون الطرق الأقوى عند الانفصال ولكن أعود وأراسلهم لكي أحكي عن أشياء حتى أرتاح فما هذا الذي أعانيه وكيف أتجنبه؟
آسف على الإطالة