الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أتمنى للجميع هنا تمام العافية والشفاء والراحه.
ما سأكتبه الآن موضوع لابد من وجوده وتجديده والحث عليه والدلاله إليه .
( وسيكون الموضوع على جزئين ولن أطيل فيهما حتى يسهل قرأتها والاستفاده منها ، لذا لا تخذلوا أنفسكم بعدم قراءتها ولا تخيبوا من كتبها )
١/ موضوع الجانب الايماني لمريض الوسواس
٢/ موضوع أهمية الرقية الشرعية
ارجو من الله تعالى أن يصل كل حرف هنا لقلوبكم وأن يوفقكم للعمل به ويمدكم بالعون ويلبسكم كل عافية .
الجزء الاول / أهمية الجانب الايماني لمريض الوسواس
مرض الوسواس مرض متغيراته كثيره فمريض الوسواس أشبه مايكون بالغريق الذي تجتمع عليه امواج الوسواس من كل صوب ، فصراعاته مؤلمه وانتكاساته مريره ، وتعثراته مُحزنه .
قلي بربك يأخي كيف تصارع كل هذا بمفردك دون أن تلجأ إلى الله وتستعيذ به وتطلب الحمايه والعون والقوة منه ! والله مسكين من يواجه الوسواس دون ربه دون دعائه دون ذكره . لذا فإن أهم أسباب الشفاء من الوسواس:
١/ اللجوء الى الله والاستعاذه به من شر الوسواس ، وهذا ما أمرنا الله به في كثير من الايات والسور وأولها سورة الناس التي بين الله تعالى شر الوسواس ، ومعنى الاستعاذة أي اللجوء والاعتصام والاحتماء بالله سبحانه ، فهل سيقدر عليك الوسواس وأنت في حمايه الله وحفظه
(( اقرؤا هذه الايات بتدبر ))
قال تعالى : ﴿ قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 1 - 6]
وأمَّا الآيات التي أمرنا الله بها بالاستعاذة من الشيطان ووسواسه فهي كثيرة قال تعالى : ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 200، 201]
﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعوذ بك مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 97، 98]
﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]
﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98 - 100]
٢/ ومن أسباب الشفاء من الوسواس الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء ادعوا الله دعاء المضطر المحتاج الذي لاحول ولا قوة له إلا بالله ، واعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم شفي من السِحر بالدعاء ، فكيف بالأمراض التي دون السِحر .
فادعوا الله دوما دعاء مُلِّح وكن قريباً منه سبحانه مستشعراً رحمته ولطفه بك وكن على يقين أنه لن يرد دعائك سبحانه ولن يتركك تعاني هكذا دون شفاء ودون عون ، ولا تيأس من طول المرض فلن يدوم وإن طال ، فالكثير عانى كما تعاني وأكرمهم الله بالشفاء ، ولن يضيع اجرك عند الله إذا احتسبت الاجر عنده سبحانه ، فسبحانه الذي لا يظلم مثقال ذرة وإن تكن (حسنة) يضاعفها فكيف بهمومك الثقيلة وأحزانك ومخاوفك ومحاولاتك وتعثراتك وجهادك كلها لن يضيع أجرها عند الله .
فادعوا الله دوماً بالشفاء وبالقوة وبالعون فلو شرحت للعالم بأسره عن مدى المك ومعاناتك وتكرار محاولاتك فوالله لن يشعر بك سوى الله ولن يعينك سوى ولن يرحمك سوى الله ، حتى رحمه والديك لن تصل لعظم رحمه الله بك.
ومن سكن في قلبه هذا الشعور والله لطمأنت نفسه وروحه رغم ما تحمله من ألم وتعب .
وأجعل هاتين القاعدتين نصب عينيك :
* ايمانك يجب أن يكون أكبر من خوفك .
* لا تتعامل مع العبادات بالقلق والخوف بل تعامل معها بيقين ، ليس يقينك بعملك بل يقينك بأن سيرحمك وسيقبل منك رغم تقصيرك واعلم أن من وسعت رحمته كل شئ لن يستثنيك منها ، وسيكافئك بالمعجزات التي لا تخطر على بالك .