معذرة أولا على الإطالة وكثرة الأسئلة المملة
الوسواس يتفنن في استنباط الأدلة التي يتقوى بها علي ويجعلني أحس إحساسا كأنه يقين أنني منافق زنديق مؤثر للدنيا على الآخرة ، هذه الأيام تأتيني أفكار أنني منافق لأنني لا أحدث نفسي بالجهاد مع إخواننا في فلسطين لأنني لا أملك القدرة على ذلك فأنا شاب ضعيف البدن والنفس في أقصى الغرب ولا أملك لإخواننا إلا الدعاء وتمني النصر وإنكار ما يفعل أعداء الدين بالقلب واللسان، يقول لي الوسواس: ينبغي أن تتمنى الموت شهيدا، فإذا قلت أنني أتمناه يقول أنت كاذب ومنافق وتخدع نفسك ويجب عليك أن تثبت ذلك، ويجب عليك أن تقوي بدنك وقلبك لكي تكون متمكنا من فريضة الجهاد إذا وجبت عليك وإلا كنت كافرا منافقا متخاذلا، وإذا قلت أنني لا أحب أن أموت الآن قال لي أنت تؤثر الدنيا على الآخرة وأنت منافق كافر، ويورد في شأني حديث من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ويقول أنني أنا يستحيل أن أكون حدثت نفسي بالغزو بالمعنى الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ويورد في قوله تعالى ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، وحين آكل أو أنام أو أضحك يتهمني بأنني لا أهتم بأمور المسلمين فأنا إذن لست منهم، ويتهمني أنني لن أثبت إذا ابتليت في ديني لأنني الآن منافق بل ولدت منافقا ولم أزل منافقا لا أخادع الناس فقط بل أخادع نفسي لأوهمها أنني مؤمن في حين أنني خال من الإيمان، هذا جانب واحد من هذا النوع من الوسواس الذي صار يمنعني أحيانا من مطالعة أخبار المسلمين حول العالم لأنني لن أجني منها إلا التعب والنكد؛ وله جوانب أخرى كثيرة كلها مزعجة جدا وقوية جدا وصلبة جدا وتشبه الحقيقة جدا جدا جدا.
كل ما أريد أن أكون عويميا من دهماء المسلمين يطمع في فضل الله ويخشى عقابه وأتمنى أن أنسى أكثر ما تعلمته من العلم لأن الوسواس طمسه وصار يتخذه سلاحا لترويعي وإحزاني وإزعاجي، كل آية وكل حديث وكل أثر وكل فتوى وكل قصة يستنبط منها دليلا على أنني أنا منافق، حتى كتابتي لهذه الرسالة تأتيني أثناءها أفكار أنني أكتبها لكي أجد جوابا يوسع علي لأنني فقط كسول ولا أحب ما فيه المشقة لأنني أحب الدنيا أكثر من الدين،
أريد أن أكون مسلما مثل هؤلاء العامة الجهلة المرتاحين نفسيا والذين هم من أهل الملة وعلى حظ من الدين وترجى لهم رحمة الله.