1- أخت غضبى تنكأ جرحاً غائراً بقولها:
ابتعدي عني أيتها المريضة .
2- أب ينصح متخبطاً :
لاداعي للمعالجة الروحية فأنت مريضة نفسياً ولن تشفي أبداً .
3- زوج يتذمر بقسوة قائلا:
سئمتُ مرضك المستمر .
4- وآخر يغلق
2- اطفئي الرقية ودعي عنك الأوهام
مشاهد منشؤها تدني مستوى الوعي عند بعض مرافقي المرضى ، وتقاصر منارات الحس السليم لديهم ،
مشاهد نحتاج إلى أكثر من وقفة معها حتى نوقف سيل الخسائر ونستدرك مابقي من عمر، فلمرافقي المريض تأثير كبير عليه فقد تهوي به سلوكياتهم في أوحال المرض ، وقد تكون له مرفأ آمانٍ .
سفينة الزوجين تمضي في لجج الحياة ، والحياة ليست أنساً دائماً ولارغداً مقيماً فالبحر سيضطرب ، والأمواج ستزمجر. ومن ذلك إن الزوجة قد تتلوى تحت سياط المرض الروحي ، ولذلك تأثيره على الأسرة كافة ، والحاجة ماسة لتولي الزوج الدفة والمحافظة على مسارها السليم .
يقول الشيخ عبدالله الخليفة :
" قد تكون المشكلة أحيانا ليست في المريض وقد تشير أصابع اﻻتهام للزوجة أنها السبب في كل شيئ ولكن المتورط الحقيقي هو الزوج ...
فهو من يخيف الزوجة ، ويوهمها بالمرض وهو أكثر خوفا من زوجته في تسارع الهلع .
يخلق جو من التوتر والغليان قد يدخل زوجته في متاهات التجاوزات من سوء ظن فيمن لم يكن سببا بالمرض ؛ كاتهام فﻻن بالسحر أو فﻻنة بالعين ، أيضاً قد يتخاذل في وقت تحتاج زوجته وقفته ، و قد يكون حازما في وقت قد تكون زوجته بحاجة إلى لينه وهدوئه .
قد يجعلها حبيسة المرض بوصفها مريضة ، وقد يشتكي لغيره الملل منها .
فهو ﻻيحسن صنعا برفع روحهاالمعنوية وﻻيسمع لنصح ناصح محب ومعالج ، فيزداد تخبطه وتيهانه ، وتكون زوجته بل تظل الضحية والمريضة طيلة عمرها بسببه "
فكل ذلك سيقذف بالمريضة في متاهات الانفعالات النفسية ، حزن وهم واكتئاب مما يضعف التحصين ، فيكثر الانتكاس ويتفاقم المرض .
وقفة
أيها الزوج ومن غيرك مسكناً آمناً لها
لاتبخل عليها برقيق الحرف وجميل الابتسامة
اغرس في قلبها صدق الاستعانة بالله
تعهدها بالعناية والتحفيز للمعالجة وحسن التواصل مع المعالج الماهر
شاركها همها وابذل لتحقيق أهدافها
لاتتذمر، دع الهمسة الحانية تغرد لتتسارع الخطى نحو الشفاء
وقفة
أيتها الأم والأخت
أيها الأب والأخ
ابنوا سداً منيعاً وجسراً محكماً لاتنال منه معاول ولاتؤثر فيه ريح ، فالمرض ابتلاء ماض يستدعي مؤازرة لايشوبها ملل ، توجيه وتحفيز ، دعم معنوي بعيداً عن المبالغة في الدلال والتهاون ، مع الاجتهاد في الإصلاح لبناء شخصية قوية وعقلية ناضجة ورؤية عميقة عمادها معية الله ليستطيع المريض التحليق إلى فضاء الشفاء الرحب .
ويكفينا قول حبيبنا محمد
«المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2)