1/ حتى يزول الإشكال في مسألة الريح بإذن الله:
أ/ قال المناوي في فيض القدير: "(حتى يسمع صوتًا) أي: صوت ريح يخرج منه، (أو يجد ريحًا) أو يشمّ رائحة خرجت منه، وهذا مجاز عن تيقن الحدث؛ لأنها سبب للعلم به".
و المعنى: أن من شك أنه خرج منه ريح، لا يقطع صلاته إلا يجد رائحةً بيقين أو أن يسمع صوتاً بيقين (لا لبس و لا شك فيه)
ب/ الصوت الذي ذكرته قد يكون صادراً عن صوت فرقعة في مفاصل الأصابع، أو عن بعض الأصوات الخفيفة المحيطة بك في الغرفة (التي يلبسها عليك الشيطان)، أو قد يكون كذلك صوت قرقعة في الأمعاء أو قريباً من مخرج الريح.
=> و كل هذا لا ينقض الوضوء.
ج/ جاء عن عبد الله بن مسعود أن الشيطان ينفُخُ في دُبُر الرجل.
=> الخلاصة: طالما أنه شك و وقعت في حيرة أثناء الوضوء أو في الصلاة، و لم تستطيعي الجزم أن الصوت صادر عن خروج الريح يقيناً، فلا تهتمي و لا تنشغلي به.
و الشك لا يبيح لك قطع الصلاة و لا إعادة الوضوء.
2/ يحاول الشيطان إلهاء العبد عن التدبر و الخشوع في صلاته بأي طريقةٍ كانت:
فعن عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ أنّه أَتَى النبيَّ ﷺ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا" قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي.
ويكون التعوّذ والتفل داخل الصّلاة عند إحساس المصلّي بوسوسة الشيطان (وذلك بأن يميل برأسه شيئاً قليلاً إلى اليسار، فيتفل ثلاثاً تفلاً هيناً، كأنّه يخرج شيئاً ممّا علق بلسانه، ويقول بصوت خافت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتّم صلاته).