و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
إن العلاقة الزوجية السليمة تعني أن العلاقة ناجحة على كل أو على أغلب المستويات من الطرفين.
فكلما نجح الزوجين في التواصل على مستوى معين، كلما زاد إستقرار و تمسك الشريكين ببعضهما.
و الكلام التالي لا يعني أنك أنت المخطئة أو أن زوجك هو المخطئ، بقدر ما هو محاولةٌ مني لذكر أهم المواطن التي يكثر فيها الخلل و العطب في العلاقة (لكنها قائمة غير حصرية)
على مستوى المعيشي:
- النفقة: عدم التراضي على مستوى النفقة بين الزوجين، و إتهام احدهما الآخر بالاقتار أو التبذير (و هذا يحدث كثيراً بين الأزواج و يكدر على الكثير منهم)
- حال البيت: من العناية أو من الإهمال (من تهوئة، و ترتيب و إضاءة...)
...
على المستوى الشخصي:
- على كل من الزوجين الحرص على معرفة ما يحب الطرف الآخر وما يكره: حتى يتمكن من التودد إلى شريكه بما يحب (في كل ماهو مباح)، و يجتنب ما يكرهه
- الإعتناء بالهيئة: من لياقة البدن (ممارسة الرياضة و لو بالبيت) و العناية بنظافة البدن و الملبس (بل حتى في إختيار العطور: فقد تكره الزوجة ما يتعطر به الزوج، فتنفر منه، و كذلك الحال بالنسبة للزوج)
...
على المستوى السلوكي:
- التودد بالهدايا أو بالكلام (إختيار الألفاظ المناسبة و الحسنة و المواضيع التي يرغب في الحديث فيها)
- مسألة التوافق في التصرفات: قد يرى مثلاً أحد الشريكين في صاحبه أنه خامل أو يرى أنه مشوش و هستيري، أو أن احدهما منطلق متسرع و الآخر متردد حائر، إلخ... فهذه الفوارق توتر العلاقة.
فيجب محاولة التوافق قدر الإمكان، ولا ضرر في نصح زوجك بلطفٍ حين الرضا
- كما انصحك بزيادة التلامس و كثرة الإبتسام و رسم تعابير التودد على وجهك عند الحديث معه و كل هذا يكون حال الرضا، فهو يذيب حواجز المشاكل بينكما (و ليس عند التوتر أو الغضب)
- أما حال الغضب و التوتر: فيجب أن يكون الحديث بالهدوء و الإستيعاب
...
على المستوى الإيماني:
- في مسألة المحافظة على الصلاة
- في مسألة المحافظة على الأذكار
- وجود المنكرات من عدمها في البيت
...
---( الحلول على المستوى "الإيماني" )---
1/ كثرة الإستغفار و التوبة: (الألفية من الإستغفار = 15 دقيقة فقط)
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :"ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة"
2/ الدعاء: للشفاء من كل ما يؤذيك
و كذلك دعاء التأليف بين القلوب: (قوليه يومياً على الأقل مرة و كلما أكثرت كان أثره أكبر)
"اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمِكَ مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمِمْهَا عَلَيْنَا"
3/ قراءة أو تشغيل سورة البقرة يومياً (و مرة كل ثلاثة أيام حين تستقر الأوضاع)
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"
والبطلة: هم السحرة
4/ داومي على رقية الحسد (شغليها في البيت)
سرعة الغضب و الإنفعال و تأجج البيت بالمشاكل (كتأجج النار) = غالباً علامة من علامات الحسد
و داومي أنت على الرقية الشاملة (أي لجميع الأعراض من سحر أو حسد) => ستذهب إن شاء الله هذه الوساوس
https://soundcloud.com/user-974932226/xjbnhlhpkgka
5/ المحافظة على الأذكار عموماً
ومنها أذكار الدخول و الخروج من البيت:
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ"
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ"
---( الحلول على المستوى السلوكي )---
1/ امدحي دائماً زوجك واثني عليه بأنه عزوتك (سندك) و بأنه كل الأهل في غربتك
=> ذلك أحرى أن يستحي منك و يترفق بك حين يغضب
2/ إذا كان زوجك ملتزماً:
فابحثي عن كتب أو مقالات عن سيرة الحبيب صلى الله عليه و سلم في تعامله مع زوجاته رضوان الله عليهن و حاولي قراءتهم مع بعضيكما (لا تدفعيه لذلك دفعاً، بل مرة كل ثلاث أو أربعة أيام، إذا سنحت الفرصة)
3/ حاولي معرفة الصورة الذهنية للمرأة المثالية عند زوجك و حاولي أن تحققي من ذلك ما استطعت
تدللي في أوقات الرضا بينكما و اطلبي منه أن يترفق بك عند التوتر, و أنك تحبين منه تلطفه معك
4/ حثي زوجك على ممارسة الرياضة: فهي تحسن الحالة البدنية عموماً و تحسن المزاج و حالة النفسية خصوصاً (تنقص بشكل شبه فوري الضغط النفسي)
مارسي أنت كذلك الرياضة، فهي مفيدة للمشاكل النفسية (بما في ذلك الوسوسة)
5/ شاركيه بالحديث عما يقلقه و كوني له الصديق الذي لا يستغني عنه
6/ حاولي تعلم لغة البلد الذي أنت فيه، لتساعدي زوجك في تحمل بعض المسؤوليات نيابةً عنه إذا إقتضى الأمر (فقد يمل الرجل من دور المترجم)
وهذا يلزمك كذلك عند ذهابك لاشتراء ما يخص النساء مثلاً
7/ و إذا كانت علاقة أحد أفراد أسرتك (والديك أو أحد أخوانك) بزوجك علاقة جيدة، فاطلبي منه مكالمته للسؤال عن أحوالكم (بدون اكثار حتى لا يمل زوجك)
=> ذلك يجعل في إعتبار زوجك أنه عندك سند و عزوة، فلعله يستحي من أهلك و يحسن عشرتك
و إن كانت علاقة أهلك بزوجك ليست جيدة، فليست مشكلة. اكثري فقط من الدعاء، فإن الله سند من لا سند له، و معز من إعتز به و هو سبحانه كافٍ عبده
---( )---
وختاماً، لست وحدك أينما كنت إذا كانت معية الله معك، فاكثري من الدعاء
فهذا ما يجب على الإنسان فعله عند الشدائد و المحن
قال تعالى في سورة النمل: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (62)
قال تعالى في سورة غافر: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (60)
و اذكري قول الله عز و جل -في سورة آل عمران- عندما دعاه زكريا عليه السلام: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39))
ولا تترددي في السؤال، فلعل أن يجعل هذا المنتدى سبباً لتعافيك وصلاح حالك
وأسأل الله أن يشفيك و يعافيك مما تجدين من هذه الوساوس و أن يصلح لك زوجك و أن يصلحك له و أن يسعدكما في الدارين
منتديات الخبير النفسي 2
موضوع: نوبات هلع متكررة 
