وسواس التوبة

السلام عليكم 
لو سمحتوا انا بحكي موضوعي بإختصار 
منذ ٧ سنين لما كان عمري بين ال١٦ - ١٧ أيام المراهقه ارتكبت ذنب سيء جدًا وكبيره من كبائر الذنوب 
لكني الحمدلله ندمت ندم شديد وتبت توبة خالصة صادقه لوجهه الكريم واذكر كمية الحزن والندم التي لازمتني فتره طويييله خلال ذاك الوقت 

بعدها بدأ فيني وسواس يربط التوبه بكل أمر من امور حياتي واذا فعلتي كذا سوف تفسد التوبه وغيره وغيره، كنت استجيب فتره لكن بعدها استوعبت انه وسواس والحمدلله قدرت اتخطاه، 
والآن رجع لي يوسوس لي انه من التوبه النصوح انك ماتذنبين بعدها ومثلًا انا اشاهد مسلسل في وقت الفراغ وهكذا يعني عايشه حياتي الطبيعي زي قبل ويوسوس لي تراك اذا شفتي مسلسل مثلًا تفسدين توبتك لأن من شروط التربه النصوح ( وإني غفارٌ لمن تاب وءامن وعمل صالحًا ثم اهتدى) وفي هذه الآيه موضح لنا الله سبحانه ان من شروط قبول التوبه الإيمان والصلاح والهدايه ومن الهدايه ان الشخص مايسوي ذنوب مثل مشاهدة مسلسل وهكذا، وفي نفس الوقت اشعر انه وسواس يبي يربط توبتي القديييمه بكل شي في حياتي حتى يدخلني في دوامات الوسواس، يعني ماعمرنا سمعنا شيخ يقول ان من يتوب لازم مايذنب بعدها واشعر ان هذي من أبواب الشيطان عشان يرجع يوسوس لي ويتعبني في حياتي رغم اني تبت وخلاص تغيرت الحمدلله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

طالما أنك ندمت وتبت عن ذلك الذنب، وأنك عازمة على عدم العودة لذلك، فإن الله سبحانه تواب غفور
وأما ما يريده الشيطان، فهو ليس أن يثبت الإنسان على الإستقامة، بل أن ييأس من التوبة إذا كثرت عليه الذنوب
فلا تسمعي لقوله بأنك لن تثبتي على التوبة والصلاح أو أن من يقبل الله توبته هو من لا يخطئ أبداً بعد التوبة
=> هذا كله من باب التعجيز، حتى يترك الشخص التوبة

وما أنصحك به هو أن تجعلي وسوسته هذه -كلما وسوس-، فرصةً للاستغفار وللتوبة عامة (ولو بغير ذكر ذنب معين) مع إستحضار فوائد الإستغفار وأجر المستغفرين
فيحصل منك عكس ما يطلبه، فيندم على أن وسوس لك بذلك
ولا يجب على الإنسان أن يستعظم الذنب في جنب مغفرة الله، ولا يجب أن يترك التوبة أبداً ولو عاد إلى الذنب مرات ومرات
فمن ترك التوبة هلك -عياذاً بالله-
=> فكلما أذنب العبد تاب

حسام الدين 1 كتب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

طالما أنك ندمت وتبت عن ذلك الذنب، وأنك عازمة على عدم العودة لذلك، فإن الله سبحانه تواب غفور
وأما ما يريده الشيطان، فهو ليس أن يثبت الإنسان على الإستقامة، بل أن ييأس من التوبة إذا كثرت عليه الذنوب
فلا تسمعي لقوله بأنك لن تثبتي على التوبة والصلاح أو أن من يقبل الله توبته هو من لا يخطئ أبداً بعد التوبة
=> هذا كله من باب التعجيز، حتى يترك الشخص التوبة

وما أنصحك به هو أن تجعلي وسوسته هذه -كلما وسوس-، فرصةً للاستغفار وللتوبة عامة (ولو بغير ذكر ذنب معين) مع إستحضار فوائد الإستغفار وأجر المستغفرين
فيحصل منك عكس ما يطلبه، فيندم على أن وسوس لك بذلك
ولا يجب على الإنسان أن يستعظم الذنب في جنب مغفرة الله، ولا يجب أن يترك التوبة أبداً ولو عاد إلى الذنب مرات ومرات
فمن ترك التوبة هلك -عياذاً بالله-
=> فكلما أذنب العبد تاب

الحمدلله انا لم أعد للذنب بعدها واساسًا أبغض تلك الأيام كل ماذكرتها واشعر بحرقه في قلبي واتمنى يرجع الوقت ولا اقع فيها، 

لكن وسواسي الآن هو ان ابليس يوسوس لي بالصغائر مثل مسلسل او غيره واني بسببها ممكن افسد توبتي عن ذنبي القديم الكبير، ف سؤالي هو ان هذا الكلام غير صحيح اليس كذلك؟ والذنوب ليس لها علاقه ببعض

1/ يوسوس لك الشيطان: أنه لا فائدة من التوبة، فأي ذنب تفعلينه -مهما كان ولو كان مختلفاً- يفسد توبتك، ليجعلك تزهدين في أمر التوبة
=> وهذا قطعاً غير صحيح

أ/ فالتوبة صحيحة في ذنب تاب منه الإنسان، ولكنه مايزال مقيماً على ذنب من نوع آخر
مثال: تصح توبة من تاب من الربا، ولكنه لا يزال يعاقر الخمر

ب/ تصح التوبة من ذنب أذنبه العبد، ثم أغواه الشيطان فعاد إليه ثانيةً
=> التوبة من الذنب الأول صحيحة، ولكن يجب عليه المسارعة إلى التوبة مما عاد إليه من نفس الذنب

الخلاصة: التوبة من ذلك الذنب صحيحة، لا يفسدها ذنب من نوع آخر.
قال النووي رحمه الله: "وَتَصِحّ التَّوْبَة مِنْ ذَنْب، وَإِنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى ذَنْب آخَر، وَإِذَا تَابَ تَوْبَة صَحِيحَة بِشُرُوطِهَا، ثُمَّ عَاوَدَ ذَلِكَ الذَّنْب، كُتِبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الذَّنْب الثَّانِي، وَلَمْ تَبْطُل تَوْبَته، هَذَا مَذْهَب أَهْل السُّنَّة فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ".

---( )---
2/ ومع ذلك تجب المبادرة إلى التوبة من كل ذنب (حتى ولو استصغره العبد)
=> وهذا من علامات الإيمان
قال تعالى في سورة النور: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31)
وقال تعالى في سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) (8)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم
وقال النووي رحمه الله: "وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ التَّوْبَة مِنْ جَمِيع الْمَعَاصِي وَاجِبَة، وَأَنَّهَا وَاجِبَة عَلَى الْفَوْر، لَا يَجُوز تَأْخِيرهَا، سَوَاء كَانَتْ الْمَعْصِيَة صَغِيرَة أَوْ كَبِيرَة. وَالتَّوْبَة مِنْ مُهِمَّات الْإِسْلَام وَقَوَاعِده الْمُتَأَكِّدَة".