السلام عليكم ورحمة الله
- سأذكر لكم إن شاء الله قصّتي مع مرض الوسواس وتجربتي مع علاج الخبير النفسي.. أريد من الأخ الفاضل عبد الله المحيميد أو من المتدربين الذين استفادوا من العلاج وتعافوا من المرض بعض النصائح والتوجيهات خاصة وأنني هذه المرة عازم بإذن الله على طرد هذه الأفكار والهواجس من فكري وحياتي وبدأ صفحة جديدة ومستقبل أسئل الله أن يكون مليئا بالنجاحات.
- بداية المرض كانت تقريبا في سن العاشرة أي منذ عشرون سنة مضت حيث نشأت في عائلة كانت البيئة الوسواسية حاضرة فيها بقوّة.. كنا منغلقين على أنفسنا وهذا الأمر أسهم كثيرا في مرض إخوتي حيث تأثرت بمرض أخي وشاهدت الأعراض التي كان يعاني منها فبدأ القلق يدبّ في نفسي رويدا رويدا مع قلّة النشاطات الذهنية والبدنية والفراغ الذي كنت أعيشه نتيجة الوحدة والإنغلاق فأصبحت تأتي في ذهني الأفكار المزعجة مثل الخوف من الأمراض والآلام والموت واختلال الآنية والخوف من الآخرين وعدم الثقة والحط من قيمة نفسي (أصبت بمحاولة تحرّش في صغري أرّقتني كثيرا في مرحلة المراهقة وأصبحت أشك في رجولتي ) والخوف من أكون أحمقا ساذجا أمام الناس والأفكار المتعلّقة بالوجود.. إلى غير ذلك من الأفكار المزعجة الكثيرة.
- مرضي كان أحيانا يزيد وأحيانا ينقص.. في آخر مراحل المراهقة رسمت لنفسي صورة يجب أن أكون عليها واعتبرت أن هذا هو الشخص الحقيقي الذي يمثلني والذي يحاول المرض أن يحجبني عنه حيث كنت أريد أن أكون قوي الشخصية واثقا من نفسي ومن قدراتي وامكاناتي ناجحا في أعمالي وفي علاقاتي الإجتماعية.. أصبت بالإحباط نتيجة عدم تحقيقي لذلك حيث أن الأفكار والمشاعر الوسواسية أعاقتني وصدّتني وكبّلتني وهزمتني فأصبت بالإكتئاب ورسبت في الثانوية العامة بعد أن كنت من المتفوّقين وزاد إكتئابي وانهرت نفسيا وغادرت المعهد الحكومي إلى معهد خاص لإكمال دراستي.
- بدأت في البحث عن حل لمشاكلي فوجدت بالصدفة برنامج الخبير النفسي لعلاج الوسواس في إحدى المنتديات (وكان ذلك تقريبا منذ عشر سنوات مضت). أثار البرنامج اهتمامي وبدأت في تطبيقه فتحسنت حالى تدريجيا وواصلت الدراسة ونجحت رغم الصعوبات التي مررت بها.. كنت أطلع الخبير على حالتي في المنتدى وقد أفادتني توجيهاته لكنني مع ذلك لم أستطع التخلص النهائي من الأفكار المزعجة.. نعم تخلّصت من الكثير من الأفكار والأوهام وطبّقت عليها أركان العلاج فتغلبّت عليها والحمد لله لكن أتتني أفكار وسلوكيات جديدة لم أحسن التصدّي لها ولم أجد لها حلا.
- سأصف لكم وضعي الآن والهواجس التي تؤرقني وتسبّب لي الشك في قدرتي على التخلّص من المرض نهائيا :
* كلّما أمر بأزمة أو ظرف قاهر أضعف وأفقد قوتي في الصمود وعدم الخوف من الوساوس فتحدث الإنتكاسات
* عندما أكون في حالة ذهنية وبدنية ليست جيدة ( مرض- قلة نوم - قلة أكل وشرب - غضب - تأنيب الضمير..) كثيرا ما أفقد توازني وتحدث لي الإنتكاسة.
* أخاف كثيرا من ظهور أعراض الخوف أمام الناس مثل التعرّق واحمرار الوجه والرعشة وبلع الريق كثيرا وأتذكر ما مر معي من الفضائح التي ارتكبتها سابقا فتأتيني تلك الإعراض لا إراديا ولا أستطيع أن أمنعها خصوصا عندما أقابل أناسا ارتكبت أمامهم تلك الحماقات أو أشخاص لا أرغب في مقابلتهم.
* أكثر ما يقلقني ويسبب لي الإنهيار النفسي هي مشكلة احمرار الوجه أمام الناس حيث أشعر أنني ناقص رجولة وأنني ضعيف الشخصية وأن قدري قد نقص لدى الناس فلذا تجدني أخاف كثيرا من حدوث هذه المشكلة مستقبلا بعد إعادة تطبيق العلاج وتقوية العزيمة حيث أنني أخاف أن يحدث لي هذا الأمر عندما يصيبني ضعف في بعض المواقف والأوقات.
* عندما أكون مرهقا أصبح في كثير من الأحيان لا أتحكم في مشاعري وأفكاري فينقض عليّ الوسواس
* لدي شعور بالنقص مقارنة بالناس.. فالوحدة والعزلة عن الناس والاشتغال الدائم في مراهقتي وشبابي بالتفكير في مرض الوسواس كل هذا تسبب في تخلّفي اجتماعيا حيث أنني لا أحسن التصرّف في كثير من الأمور البديهية.. هنالك الكثير من الأمور التي يجيدها أغلب الناس حتى صغار السن لكنّي لا أجيدها .. أعاني من تشتت الإنتباه وضعف التركيز.. لدي قلق من التعلّم في هذا العمر نتيجة الخوف من تعليقات الناس والحط من قدري.. لديّ عزّة نفس تمنعني من تقبّل السخرية التحقير والشتيمة والحط من قدري.. فالوسواس يجد هذه الفرص سانحة لبسط سيطرته على فكري.
* كلما أعزم على النجاح وابدأ التطبيق من جديد أحس براحة وثقة وهدوء وشفاء لفترة ثم بعد فترة أسبوعين شهر شهرين أضعف وأقع في الأخطاء فتحدث الخيبة.. هكذا كان الأمر منذ بدأت التطبيق منذ عشر سنوات إلى الآن.
* أصبحت أشك في شفائي من الأعراض التي أتيت على ذكرها حيث قرأت في بعض الأبحاث أن السبب هو خلل في الجهاز العصبي وأن الأمر وراثي.. فصعب جدا أن أتخلّص من المشاعر الغير المرغوبة والتي لا أريد أن تظهر عليّ.
- أنتظر تفاعلكم ونصائحكم لتوجيه الضربة القاضية لتلك الهواجس والأفكار وبداية حياة هنيّة خالية من مرض الوسواس أسئل الله أن يوفّقني ويوفّقكم إليها.
وجزاكم الله خيرا \ أخوكم زياد
منتديات الخبير النفسي 2
موضوع: عشر سنوات مرّت منذ بدأت التطبيق ولكن..