الرجاء قراءة الموضوع والصبر على طوله وربما عدم وضوحه ونصيحتي بما يخرجني من هذه المآزق:
الوسواس يقول لي: ماذا لو تذكرت أن هنالك مصحفا ملقى في القمامة في بلدة تبعد مئات الكيلومترات من المكان الذي انت فيه الآن، ولا توجد فيها شبكة حتى تتصل بشخص تأمره بإنقاذ ذلك المصحف، هل ستسافر ذلك السفر الطويل لاجل ذلك ؟ سأقول : طبعا نعم فترك المصحف في القذر كفر، وأنا أحتاط في كل ما شأنه الايقاع في الكفر، هنا يأتي الوسواس بعاصفة من الخوف والشعور بالتردد ويقول لي: كذبت لست عازما عليه وانما انت تخدع نفسك وتدعي الايمان وانت تعرف في قرارة نفسك انك كسول ضعيف الشخصية لا تطيق ان يشير اليك الناس بشيء فكيف يصح ان تعزم على امر غير مألوف عند الناس ويقتضي منك سفرا ذا شقة. وكلما حاولت اثبات انني فعلا عازم ولا اريد الكفر وان التعويل في الثبات هو على رحمة الله وليس على حولي وقوتي القاصرَين وليس علي الا العزم الجازم الصادق، هنا يستغل الوسواس وصف العزم بالصادق ويقول: لكن عزمك ليس صادق ويزعجني كثيرا.
يأتيني الكثير من هذه الافتراضات يقول: هل ستخرج من الحمام - اكرمكم الله - عاريا اذا تذكرت مصحفا ممتهنا وانت في الحمام حتى لا تتراخى في إنقاذ المصحف فتكفر بذلك التراخي عند بعض العلماء، وهل ستنزل من القطار او الحافلة في خلاء من الارض اذا رأيت من النافذة مصحفا مرميا في الطريق؟ وهنا أبادر إلى العزم على كل ما لم أتيقن أنني غير مخاطب به شرعا، فيبدأ الوسواس يتهمني بالكذب والكفر والنفاق وتأتيني مشاعر مزعجة وكأن الوسواس فعلا صادق بداهة وأنني أنا أتصنع الايمان.
حين اقع في الحيرة واريد تجديد اسلامي يقول لي انت ندمك وتوبتك غير صحيحة وعلامة ذلك انك لو وقعت في الكفر والعياذ بالله في ملأ من الناس ستستحي من الناس وستؤخر النطق ولو وقعت لك شبهة فلن تسأل عنها فورا....
الخلاصة الوسواس يشككني في نياتي وحقيقة ايماني ويتهمني انني منافق لا أنافق الناس فقط بل أنافق نفسي وادعي الايمان، وتصاحب هذا مشاعر قوية جدا جدا جدا ومزعجة جدا جدا.